بدأ الإمام بافتتاح الدرس بشرح دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في معنى "اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي" والتعريف في معنى "التربيع" في دين الله ودلالة هذا الرقم, اتماما للدرس السابق.
ثم شرع بالتنبيه على خلط الشيطان وتلبيسه على المؤمنين من أن يروا ويعوا آيات ربهم, وفصَّل في بعض طرقه وحيله وكيده, وخشيته من ان ينظر المؤمن الأمي البريء في كتاب الله المجيد -تبارك اسمه العلي- حتى لا يفقه شيئا من البصائر المسفرة, حتى يضل أو يظل على ضلاله -إلا أن يشاء الله شيئا- ثم أتم الإمام -بارك الله له في علمه- بالواجب على المؤمن البريء الأمي حينما ينظر في الكتاب, ما الأسئلة التي ينبغي له أن يسألها ويتدبرها وينشغل بها عوضا عن وحي الشيطان وأسئلته التي يضل بها عباد الله الأميين!
وأتم بعض أوجه شروح الآية "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء"؟ مستعرضا بعض أوجه حكمة الله في خلق الإنسان, وبعض أفعال هذا الإنسان بعيدا عن الغرض من خلقه, وعداوته مع إبليس لعنه الله.
وعرض الإمام لفهم الناس في معنى الآية الكريمة "وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون" وقوّم ما كان معوجا من بعض الأفهام مما ترك لنا المتكلمون والنُظّار من قبل!.
*ملحوظة* ليس كل ما ُيقال وُيكتب بصحيح -مهما بلغ قدر كاتبه بين الناس- وأن النظر والتدبر في هذا الكتاب العظيم ليس حكرا على أحد دون أحد, وعلى كل مؤمن أمي ان ينظر ويتدبر كتاب ربه, وألا يُلزم نفسه حملا حمله غيره, والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى وأحق بها, سواء وجدها بعون الله له من تدبره واشتغاله, أم وجدها عند احد المؤمنين ممن أشغل نفسه في دراسة هذا الكتاب المجيد.
واسترسالا مضى الإمام في بيان بعض أوجه العبادة التي خلقنا لها الرب, وأن ليس ما فرضه الناس على أنفسهم من اعمال وأشغال بالضرورة تكون عبادة لله!
وأن ليس ما يقوله الناس من أمثال كـ"اسعَ يا عبدي وأنا اسعى معك"!!؛ وغيرها بأحاديث كي يشتغل بها الناس عما اشتغل به نبي الله صلى الله عليه وسلم, وكيف تكون النعمة التامة على العبد دون التوثن بما حمله الناس من عملهم وخلطهم. |